ثم إن الخطأ الذي يرجع إلى الجهة الأولى يقع على أربع صور: الصورة الأولى: أن يكون المعنى الذي يريد المفسر نفيه أو إثباته صوابا، فمراعاة لهذا المعنى يحمل عليه لفظ القرآن، مع أنه لا يدل عليه ولا يراد منه، وهو مع ذلك لا ينفي المعنى الظاهر المراد، وعلى هذا يكون الخطأ واقعا في الدليل لا في المدلول، وهذه الصورة تنطبق على كثير من تفاسير الصوفية والوعاظ الذين يفسرون القرآن بمعان صحيحة في ذاتها ولكنها غير مرادة، ومع ذلك فهم يقولون بظاهر المعنى، وذلك مثل كثير مما ذكره غير مراده ، ومع ذلك فهم يقولون بظاهر المعنى، وذلك مثل كثير مما ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في حقائق التفسير، فمثلا عندما عرض لقوله تعالى في الآية: 66 من سورة النساء: } ولو إنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم {.
وما ورد عن سعيد بن المسيب: أنه كان إذا سئل عن الحلال والحرام تكلم وإذا سئل عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لم يسمع شيئا.