ووصفهم بالمجرمين قرينةمؤيدة لوجاهة هذا التأويل ، أما ثانيهما فهو أن الله تعالى قد أودع في عبادهناموس استحسان أعمالهم ، فمنهم من يبلغ ذلك فيهم إلى حد يعميهم عن إدراك الحق ،وهؤلاء الذين يجحدون بآيات الله ويكذبون بالآخرة ، وفي سورة الأنعام آية من بابالآية التي نحن في صددها وقد جاءت مطلقة وهي كَذلِكَ زَيَّنَّالِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْبِما كانُوا يَعْمَلُونَ ١٠٨ وعبارتهاتشمل جميع الناس محسنهم ومسيئهم وتقوّي وجاهة التأويل الثاني.
ويلحظ أن ذكر داود وسليمان وملكهما وعظمته قد جاء هنا عقب ذكر فرعونوتمرده مما فيه تساوق أسلوبي ونظمي مع سياق قصتهما في سورة ص مما فيه تدعيم لمانبهنا عليه من الهدف الرئيسي الذي استهدف هنا كما استهدف في تلك السورة.