وقد بدأت السياسة في عهد معاوية لا تبالي أن تمر إلى الحق ولو على جسر من الباطل، كما قال زياد في بعض خطبه: قد علمنا أنا لا نصل إلى الحق إلا أن نخوض في الباطل خوضاً.
ويؤخذ من هذا الآية أيضًا حاجة الخلق جميعًا إلى الالتجاء إلى الله -تبارك وتعالى: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ فالعوذ بمعنى اللجوء والاستجارة بالله -تبارك وتعالى- من الأمور المكروهة والمخوفة، وبعض أهل العلم يفرق بين العوذ واللوذ، فيقولون: اللوذ يكون في المحاب، الأمور المطلوبة، والعوذ في الأمور المخوفة: أَعُوذُ بِاللَّهِ فإذا كان هؤلاء الأنبياء الكبار من أولي العزم من الرسل -عليهم الصلاة والسلام- يلجؤون إلى الله -تبارك وتعالى- في كل ما نابهم غيرهم من باب أولى.